الحادثة حصلت في تاريخ 28/10/2007
.
.
دخلت قبل العشاء النادي وجلست أتمرن على الدراجة
وفجاة أسمع أصوات وأرى حركات غريبة من الشباب الذين يركضون في المضمار مع مدربهم في الخارج وجاء
صديقي ماجد وقال لي : هناك شاب تعبان جدا وسقط على وجهه وهو يركض وقال أن الموظفين في
النادي أتصلوا على الإسعاف
وتعرفون أن الإنسان فضولي ويريد أن يرى كل شىء
لكني لم أبالي وقلت مادام أن الاسعاف في الطريق فسأكمل تمريني
وفجأة يأتي ماجد ويقول لي
الشاب مااااااااااااااات
يااااااااااااااااا الله ..... ماااااااات
فجأة
بدون إنذار
كم الإنسان ضعيف ؟؟
وكالعادة وصل الإسعاف بعد 20 دقيقة فكشفوا على الشاب فوجدوه ميت
وبكل برودة قالوا
... إتصلوا على الشرطة لإكمال الإجراءات وإتصلوا على أهله
ثم خرجوا من النادي
أما الأعضاء في النادي
فوقفوا حااااااااااااااائرين
صاااااااااااااامتين
منهم القاااااااائم ومنهم الجااااااااااالس
منهم من أتكأ على أركان المبنى
وبعضهم جعل الأجهزة ( السير والدراجة ) مقعداً له
ومنهم من يقول لاإله إلا الله
والآخر يقول لاحول ولاقوة إلا بالله
كلٌ يقول مابداخله
حتى أن شخص أجنبي غربي كان يسب ويشتم لأنه لم يستطع أن يصدق الموقف
وفجأة ...... نسمع صوت المنادي ينادي حي الصلاة
دخل وقت العشاء
أغلقت التلفيزيونات وقنوات الأغاني والرياضة
قام البعض وفرش السجادات والبقية ذهبوا ليتوضؤا لصلاة العشاء
وتقدم صديقي إبراهيم ليؤم الناس لصلاة العشاء
فقرأ في الركعة الأولى ( كل نفس ذائقة الموت ) ويااااليته لم يقرأها
إنفجر أحد المصليين بالبكاء وأتبعه البقية
الصغير والكبير
العربي والأعجمي
الكل يبكي
ولهم الحق أن يبكوا .... نعم لهم الحق
لأننا كنا نصلي وخلفنا الجثة
حيث كان أمامنا ونحن نصلي مرآة تعكس صورة هذا الشاب الممدد على الأرض
وعليه غطاء
وكأن الكل بدأ يقف مع نفسه وقفة جد
يفكر في ذنوبه ويحاسب نفسه
الكل كان يتذكر ذنوبه
ولسان حالهم .....
اليوم لم أصلي الفجر في جماعه وصليتها عندما قمت للعمل
الكل يتذكر كم الذنوب الذي ارتكبتها في هذا اليوم
كم كذبة كذبها اليوم
كم غيبة ونميمة
كم وكم وكم
عندما سلم الإمام .... وصلت الشرطة
وبدأوا يبحثون عن هوية الشاب
فوجدوا إستمارة الاشتراك مكتوب فيها رقم جواله ورقم تليفون البنك الاهلي ( مقر عمله )
إسمه لؤي ***
وعمره 22
ضخم الجسم
في الأخير قرروا أن يفتحوا الدولاب ويفتشوا في محفظته وجواله
عساهم أن يلقوا أي شىء يدلهم على أهله
وكل مايدخل عضو في النادي يريد أن يبدأ التمرين
يرى الوجوه قد تغييرت ويبدأ يسأل ما الذي حدث؟؟
ثم يقف حائر مع البقية مع نظرات حزينة على الشاب الميت
ويترحم عليها ويسأل الله أن يغفر له
وتسمع من يقول كان عنده القلب
والآخر يقول ارتفع عليه الضغط
و ..........
و........
لكن السؤال اللي حيرني هو
ألا يوجد طبيب في نادي مثل هذا النادي ؟؟
وقبل أن أخرج من النادي
سألت أحد منسوبي النادي هذا السؤال
فكان جوابه
المضحك المبكي في نفس الوقت
قال ليس عندنا طبيب لكن
لكن
أحد أعضائنا في النادي دكتور لكنه ماكان موجود اليوم !!!
كان عندي إحساس أن جميع عائلته بلا إستثناء حتى النساء سيصلوا بعد قليل
فخرجت أنا وصديقي إبراهيم
ولسان حالنا
إذا لم تكن أنت اليوم ... فـــغداً أيها الضعيف
ملك الموت كان بجانبي
ملك الموت كان هناك أخذ روح لؤي وترك البقية ودوري ودورك آت